عن الأفلام

كيف تكتب نظرة على “فيلم” في 13 خطوة؟

غالباً ما تشاهد فيلمًا سينمائيًا فيؤثر فيك، وتجيش مشاعرك مع مشاهده، وتراك تقص بعضًا من أحداثه على أترابك، وتقتبس نصًا من جمل الحوار، ترى.. لماذا؟

لماذا قد يذهب بك الأمر لأن تحث آخرين لمشاهدته والاستمتاع بطريقة عرضه وأسلوب تناوله للقصة؟ وحبكته للأحداث، وأداء الممثل في تعابير ملامحه  وعمق دوره وصعوبة إتقانه، وقوة المخرج في ترتيب الأحدث وسردها، واهتمامه بأدق التفاصيل، ورسمه لكل كادر بعناية، وجمال الصور وقوة الصوت و..

وأي من العوامل الأخرى التي من شأنها أن تزيد قيمة الفلم لديك، وكلما شاهدت المزيد من الأفلام المميزة ، ستجد أنه من الصعوبة بمكان أن تسمح لفلم هابط المستوى رديء المحتوى أن يتسرب إلى وقتك أو ينهش من فكرك، هنا تكون قد وصلت لمرحلة الانتقائية والاصطفاء في الاختيار.

لا جدال، ستكره ما يعرض على القنوات الفضائية من استهبال لفكر وعقول الشباب من غثاء يطلق عليه جوراً وبهتاناً “أفلام”.

الأفلام العربية التي تزكمنا بها قنوات روتانا والنيل والـ art نادراً ما تحظى بفلم ذا قيمة فعلية، بينما الأفلام الأجنبية التي تبثها قنوات الـ mbc بين الشباب على أنها منتقاة بعناية ما هي إلا اختيار عشوائي لمحتويات الدرك الأسفل من أفلام القمة في عالم صناعة الأفلام..

حتى وإن كانت مميزة، فإن القطع المتواصل لتدفق الأحداث بما يسمى “الإعلانات التجارية” يفسد متعة المشاهدة حتمًا، فما نشاهده فعلياً على هذه القنوات هو شريط إعلانات تجارية طويلة يتخلله بعض من الأفلام وليس العكس.

لا يوجد معيار ثابت لتقييم قوة الفلم وروعته.. ترى بعينيك أعدادًا مهولة من الشباب الذين يتدافعون على شِباك التذاكر لمشاهدة فلم الإثارة والأكشن الفلاني، لتكتشف لاحقاً أنه لا يتعدى عن ساعة ونصف من الضرب والعنف غير المبرر وكثير من الدماء التي لا تنفع إلا لتفريغ الكبت الذي تعانيه هذه الشريحة من المجتمع.

كثيراً ما تجذب أفلام الرعب شريحة الفتيات رغم أن أقواهن قلبًا ترتجف فرقًا من فأر يختبئ تحت طاولة المطبخ، بينما الشريحة المتبقية منهن تذوب هياماً في أفلام العواطف والقصص الرومانسية كيما تتقن فن التنهيدة وتعرف الفروق الدقيقة ما بين النظرات الحالمة والشاحبة..

حتى أفلام الأنيميشن (الكرتونية) لم تعد حكراً على الأطفال بعدما نهجت بعداً اجتماعياً عميقاً، وأصبحت الأفلام تحت هذا التصنيف تجسد قصصاً غاية في الأهمية لكافة فئات وأطياف المجتمع..

لذا فما ينفع عند زيد ليس بالضرورة يفيد عند عمرو، وما أراه من أفلام درامية راقية في أدائها وهادفة في محتواها، قد لا يعجب محبي أفلام الحركة لطول الأولى وبطء أحداثها، وخلوها من اللكمات والركلات.

وعند الحديث عن الكتابة عن الأفلام أو طرح رؤية كاملة إليك بعضاً من الخطوات التي قد تفيد، لا أدعي أنها كاملة، كما لا أدري إن كانت هناك المزيد من الخطوات الأفضل اتباعاً، إنما هي تجربة أردت أن أنقلها لباحث عن فائدة..

خطوات مفيدة قبل الكتابة عن فيلم:

أولاً: لابد أن تنتقي الوقت المناسب لمشاهدة الفلم، حيث تضمن ألا تتعرض لانقطاع أو انشغال مفاجئ، وأفضل الأوقات هو فترة ما بعد المساء والسهرة.

ثانياً: اختر فيلمًا يناسب حالتك النفسية، فلا معنى لمشاهدة فيلم كوميدي وأنت في حالة كرب، والفلم غالباً للخروج من عالمك لعالم جديد، وكذلك اختر رفيقاً مناسباً، وابتعد عن الذي يستبق الأحداث دوماً ويستنتج منحنى خيالياً لأحداث الفلم.

ثالثاً: اختر فيلمًا سبق وأن أشاد به آخرون، وقيّمه غيرك بأنه يستحق المشاهدة، وفيه من قوة الأداء والإبهار في العمل ما يجعلك تصدق ما تشاهد، فأجمل الأفلام هي التي تخدعك حتى النهاية، وأنجحها ما يجعلنا نصدقها تماماً. (توجد قائمة بالأسفل بأفضل الأفلام الأمريكية في تاريخ السينما منذ نشأتها حسب تقييم موقع IMDB مصنفة حسب السنوات)

رابعاً: اختر فلماً لمخرج له وزنه، مثل (ستيفن سبيلبيرج) أو (جيمس كاميرون) أو (مارتن سكورسيزي)  أو (كريستوفر نولان) ، أو (يوسف شاهين) أو (عاطف الطيب) أو (صلاح أبو سيف)  أو من في وزنهم..

أو لممثل قدير مثل (شون كونري) (براد بيت) (روبرت دي نيرو) (ميل جيبسون) (كلينت ايستوود) (جوني ديب) (أنتوني هوبكينز) (جاك نيكلسون) (مورجان فريمان) (دانزيل واشنطون) (راسل كرو) (توم هانكس) (آل باتشينو) (جورج كلوني) (توم هاردي) (محمود المليجي) (زكي رستم) (نجيب الريحاني) (يوسف وهبي) (أحمد السقا) (خالد صالح) (أحمد حلمي) (جمال سليمان) أو من في روعتهم..

أو لقصة هادفة أو رواية إنسانية أو قضية عالمية أو لفكرة عميقة ذات أثر وفائدة.. المهم أن يكون هناك دافع لثقافة ورغبة لاستزادة.

خامسًا: شاهد الفلم حتى النهاية ثم اذهب لموقع IMDB واقرأ ما كتبه الآخرون عن الفلم ، وكذلك يمكنك قراءة النهفات والطرائف التي حدثت أثناء إنتاج الفلم تحت بند Trivia أو الأخطاء التي حدثت بعد الانتهاء من الفلم  تحت مسمى Goofs ويمكنك مشاهدة الفلم من جديد لترى بعينك هذه الأخطاء في تتابع المشاهد أو الجغرافيا أو الخلل في السيناريو أو..

(طبعاً هذه الـ Trivia و Goofs تفيدك في عيش أجواء الفلم، وتقربك من أبطاله، وتصقل خبرتك في مشاهدة الأفلام لاحقاً ، وملاحظة أدق التفاصيل)

سادسًا: اقرأ سيناريو الفلم جيداً ، وغالباً ما تجده متاحاً في موسوعة WikiPedia أو موسوعة الأفلام Internet Movie Data Base – IMDB أو من موقع السينما.كوم المتخصص بالإنتاج العربي من الأفلام والمسلسلات.

Oscar Awards
Oscar Statuettes

سابعًا: استهل موضوعك بمختصر في سطور عن تاريخ إصدار الفلم، وتصنيفه، وأهم الشخصيات، واسم كل من المؤلف والمخرج  وتقييمه  ورابطه على  IMDB ومدته الزمنية وشعاره الذي يطلق عليه اسم: Tagline والجوائز التي حصل عليها أو رُشح لها، وأهمها الأوسكار Oscar والكرة الذهبية Golden Globe و The British Academy of Film and Television Arts – BAFTA

ثامنًا: اكتب السيناريو كما رأيته أنت، ومن منظورك، وكيف أثر فيك، معتمداً على ما قراته مسبقاً عن سيناريو الفلم في الخطوة رقم 6.

تاسعًا: ضع بوستر الفلم في مقدمة الموضوع، يمكنك البحث عنه وعن أي بوستر من موسوعة الأغلفة Internet Movie Posters Award – impaward، وخلال السيناريو يمكنك اختيار بعض من مشاهد الفلم

عاشرًا: اكتب بإيجاز عن مواطن القوة التي أثرت فيك خلال مشاهدة الفلم، (خللي بالك تحرق الفيلم)، ولا تفسد متعة المشاهدة على الآخرين، فلا تحل لغزاً حائراً أو أحجية الفلم، ولا تدعي أنك كنت تعرف أن البطل سيموت في النهاية، وليس من الطريف أن تصنف الفلم تحت بند نهايات سعيدة وحزينة.

حادي عشر: قارن بين الفيلم وأفلام أخرى تناولت نفس القضية، وطريقة معالجة كل منهما وحبكة المخرج. وأداء الممثل لدوره، حاول أن تعرف من المسيطر، الممثل، المصور، أم المخرج؟

ثاني عشر: جرب أن تكون ناقداً لبعض الوقت واسلخ بعضاً من المشاهد التي لم ترق لك بكلمات مناسبة، لربما وجدت أنها بحاجة لعناية أكبر، وأداء مختلف، واكتب رؤيتك الإخراجية لها.

قرأت لكثير من النقاد الأجانب لبعض أفلامهم، والغريب أنني حتى نهاية المقال لا أعرف إذا كان الناقد قد أحب الفلم ويشيد به أم العكس، ربما تختلف طبيعة المتحدث بالعربية عنها بالإنجليزية..

ثالث عشر: حافظ على دوام البحث عن إجابة السؤال دائم الإلحاح خلال مشاهدتك للفلم: ما هي قوة هذا الممثل في هذا الدور؟ ما هو إبداع المصور في هذا المشهد؟ ما هي بصمة المخرج في هذا الفلم؟ يعني.. ماذا لو قام شخص آخر بهذا الدور، وحمل الكاميرا مصور آخر، وأخرج العمل مخرج آخر، كيف سيكون العمل؟ كيف تميز هذا العنصر عن غيره في مكانه؟

ملاحظات:

لا تحاول أن تنشر روابط لتحميل الأفلام على مواقع التحميل المجانية، فهذه مخالفة قانونية يعاقب عليها القانون، أنت لا تملك الفلم لتنشره مجاناً، ولا يحق لك توزيعه علانية على الإنترنت أو ما يشابهها من قنوات النقل.

معظم الأسماء الواردة للأشخاص والأفلام والمواقع لها روابط يمكنك الوصول لها بمجرد تمرير المؤشر فوقها

تصنيفات الأفلام المعتمدة عالميًا

ستجد أمام اسم كل فلم اختصار من حرف أو حرفين بالإنجليزية للدلالة على تصنيف الفلم.

متعة المشاهدة
متعة المشاهدة..

[A] – [Action] حركة وعنف
[Ad] – [Adventure] مغامرات
[An] – [Animation] كرتوني
[B] – [Biography] قصة حياة شخصية
[C] – [Comedy] كوميدي
[Cr] – [Crime] جرائم
[D] – [Drama] دراما
[Do] – [Documentary] وثائقي
[F] – [Fantasy] خيالي
[Fa] – [Family] عائلي
[H] – [Horror] رعب
[Hi] – [History] تاريخي
[M] – [Mystery] غموض
[Mu] – [Musical] موسيقي
[R] – [Romance] رومانسي
[S] – [Sci-Fi] خيال علمي
[Sp] – [Sport] رياضي
[T] – [Thriller] إثارة
[W] – [War] حرب
[We] – [Western] الغرب الأمريكي – الكاوبوي

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. المواقع المتاحة عبر الإنترنت تنشر روابط للتحميل من رابيد شير أو عن طريق التورنت
    أعتقد أنني سأقوم بكتابة موضوع كامل في مدونة منفصلة عن الطرق والأساليب والبرامج وكل الخطوات المتبعة في هذا الصدد
    يمكنني حالياً أنصح بموقع http://www.forumw.org
    وهو منتدى تركي يقوم أعضاؤه بنشر كافة الروابط المتاحة لأحدث الأفلام والبرامج والتحميلات الأخرى

    أما على صعيد الأفلام العربية التي تستحق المشاهدة
    فأعتقد أن عددها حتى الآن لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة
    أرشح كل من:
    آسف على الإزعاج
    خارج عن القانون
    ملاكي إسكندرية
    ألف مبروك
    الجزيرة

  2.  
    شكراً اخ خالد ..
    في الحقيقة شاهدتها جميعها .. ما عدا ألف مبروك …
    سأحاول الوصول إليه ومشاهدته،
    هناك فيلم كلاشنكوف .. ولكن قصته مأخوذة أعتقد من فيلم Wanted أو shotter
    للأسف السينما العربية لازالت تحبو، ومحاولات التطوير تعود من حيث بدأت ..
    هناك أفلام تتطرق لمواضيع حساسة ومختلفة في الواقع العربي ،ولكنها تتناولها بشكل تجريدي ،  مخالف للقيمة الإنسانية التي نسعى لها ..
    شكرا .

  3. بما إنك كتير مهتم أخ خالد بالأفلام..يمكن هاد بحكم طبيعة عملك كمخرج أو مصور..
    فمهم إنك تكون على إطلاع عليهم..لكن شو رأيك بالقيم الأخلاقية إلي بينشروها..لأنو طبعاً كل الأفلام إلي بتكتب عنها وبتعجب فيها غربية .. وأبديت إعجابك بقليل من الأفلام العربية إلي هي مش أحسن حال من الغربي ..

    يعني ثقافاتهم غير ثقافتنا والقيم الأخلاقية الي بينشروها ما بتناسبنا..فليش كل هاد الإهتمام؟

    هل معقول انو هالاهتمام لعمل أفلام جيدة من ناحية إسلامية تهدف إلى أخلاقيات معينة؟

    حابين نسمع رأيك أخ خالد..وشكراً إلك

  4. شكراً خالد ، استفدت كثيراً من مقالتك.
    لدي ملاحظة صغيرة بخصوص البنود الثلاثة عشر التي ذكرتها ، أعتقد لو التزمت بها كلها عند كتابة ملخص فيلم فالنتيجة أن ملخصي سيحتاج لملخص آخر للاختصار وتوفير الوقت على القارئ ..ألا توافقني الرأي؟  🙂
    تحياتي لك

  5. جئت لأكتب لك فلم أجد قلما .. فبريت عظمة من عظام صدري فلم أجد حبرا .. فغمستها بدماء قلبي فلم أجد كلمات

    فكتبت كلمة واحده تسد عن كل الكلمات ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى