عين على فلسطين

اللي بيحب شركة كهرباء غزة يرفع إيدو

شهر رمضان وانقطاع الكهرباء في غزة
استطلاع رأي حول الكهرباء في غزة والأسبوع الأول من الصيام وشهر رمضان

استفزني كما استفز مشاعر مليون ونصف محاصر خبرٌ تناقلته وسائل الإعلام عن تحسن أوضاع الكهرباء في غزة، وأن الشركة اليتيمة تستغرب في بيان لها الأنباء التي تتردد عن قطع التيار لفترات طويلة، وتؤكد أن أي قطع مفاجئ في غير موعده؛ إنما ينتج عن عطل طارئ وسرعان ما يتم إصلاحه عندما يكون داخل قطاع غزة.

وتستكمل الشركة المصون دورها التوجيهي الحاني وتطالب المواطنين ترشيد الاستهلاك، لضمان التزامها بتوزيع الكهرباء بشكل متواصل دون انقطاع كعادتها..

ومثلما سمعنا بداية الصيف عن توفير مولدات احتياطية لتشغيلها لفترات أطوال كرمال أحبابنا طلاب الثانوية العامة فقد بينت سلطة الطاقة أن كمية الطاقة المتوفرة حاليًا هي الأكثر منذ خمس سنوات، حيث وفرت الوقود لتشغيل ثلاث مولدات كرمال حبيبنا شهر رمضان المبارك، ولا يخفى علينا طبعاً أن نسبة النجاح في الثانوية العامة لهذا العام كانت الأسوأ في التاريخ فلم تصل لأكثر من 57% بعد “الدفش” والتعديل، وأخشى ما أخشاه أن تتذبذب نسبة الصيام لدرجة أدنى عند عموم المسلمين هذا العام في غزة مع وضع الكهرباء الحالي، النتائج على العيد وعليكم خير.

بعد استماعي لتلك الأخبار المبهجة نشرت استطلاعاً صغيراً على الفيس بوك، ليوم واحد فقط، للاستفسار عن حال المواطنين المبتهجين أمثالي بتحسن الكهرباء في غزة في الأسبوع الأول من رمضان، وكأنني كنت على موعد مع انفجار بركاني من نوع خاص، صدقاً لم أجد ملجأ أحتمي إليه من حمم تقاذفتها التعليقات، وأطنان السباب والشتائم على الشركة “واللي جابوها”، ومن أسسوها وساندوها ودعموها منذ وجودها، دعوات تنهال على كل يد فيها تمتد لتقطع الكهرباء عن البائسين، وبالكاد استطعت تخطي حجارة تكورها الألسنة وتقذف بها في وجه العاملين بالشركة، حاولت كثيراً توجيه دفة الحوار لمعرفة السبب والمسئول عن المشكلة وحلها لأقف على الحياد أفند كافة وجهات النظر، ولكن يبدو أن ما واجهه هؤلاء وما يعانيه معظمهم أخرجه عن طور التعامل البشري، وانتقل لأسلوب بدائي للتعبير عن ألمه: الصراخ، والشتم واللعن ولجأ أحسنهم طريقة للدعاء بأغلظ الأيمان على من كان السبب.

أيقنت أن ما تراكم من مشاعرهم كفيل بإحياء ثورة، وأنهم في مخاض انتفاضة جديدة على ظالم استبد بحقوقهم واستنفذ طاقتهم وآلم دقائق حياتهم.. ولا مناص قريبًا سينفجرون في وجهه حمماً تتلظى، أما عن الوقود فسيكون من عرقهم الذي فيه غرقوا، و دموعهم التي معها قُهروا، وعيونهم التي عشيت، وبيوتهم التي حرقت، ومصالحهم التي عطلت، وأجهزتهم الكهربائية التي خربت، ونفوسهم التي ملت، وأصواتهم التي بحت، وآمالهم التي انقطعت، فلم تترك الشركة عذرًا يشفع لها عند هؤلاء، وإن أحرق بوعزيزي نفسه لإسقاط نظام فاسد، فلربما أوقدوا نارًا للحرب عم قريب في مقارها، فلقد صاموا هذا العام عن كل شيء، حتى الكهرباء، وحان الآن موعد أذان المغرب.

مما ورد في تلك الردود والتعليقات كانت هذه المختارات:

هل يجوز الدعاء على شركة الكهرباء والعاملين فيها؟

“احترت على مين أدعي برمضان.. على شركة جوال ولا على شركة الكهربا ولا على شركة الانترنت ولا على رؤوس الفساد”

“أخدوا منا دواعي يجعلها من حظهم ونصيبهم, بيستقصدوا وبيستغبوا.. الله المستعان”

“أنا لم أدعي لنفسي في رمضان بقدر ما دعيت على تلك الشركات المحتكرة”

” كل يوم بنزكي صيامنا على شركة الكهربا والمسئولين”

“لعنهم الله.. والله الواحد قرف العيشة في هاي البلد من وراهم”

الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية لصحيفة فلسطين: “أما لو كان من قام بقطع الكهرباء فعل ذلك عمدًا وبدون سبب ومن أجل الإضرار بالناس ومصالحهم فهو يكون ظالمًا ويقع عليه الدعاء لأنه أراد الضرر للمسلمين”.

وقت الإفطار والسحور.. لماذا؟

“إللي قاتلني في هاي المشكلة إنو ما بيحلى إلهم قطع الكهربا إلا معاد الفطور وكمان معاد السحور شغل مقصود مش عقد مثلًا يوم أو يومين من أول الشهر!”

“بتقطع وقت السحور والفطور بشكل متعمد بيثير القهر والحزن ونحنا بأيام مباركة”

“إللى بحرق الدم بوقت السحور بتقطع ليش؟! بقولك فش كهرب تكفى طيب اشمعنا طوال اليوم جاية وقت السحور تقطع؟”

“الشركة تدعي إن سبب القطع في هذا الوقت راجع لأن الضغط من المستخدمين وأنهم في السحور والفطور بيشغلوا كل الأجهزة الكهربائية فيزيد الحمل والعبء مشان هيك بيضطروا لقطعها.. آسفين”

‎” عذر أقبح من ذنب.. قبل كل شيء عليهم أن يعرفوا أن الحر بحد ذاته كفيل لأن يستخدم الناس كل وسائل الراحة المتاحة”

“المفروض أن يبحثوا عن بدائل منطقية وواقعية، وأن تسعى الشركة جاهدة لدراسة كل العراقيل التي أمامها وتبحث عن الحل”.

جداول في جداول.. إلى متى؟

“الجدول القديم، معناه أن هناك انقطاع يوم صباحي، ويوم مسائي، واليوم الثالث بدون انقطاع.. هذا ليس بالحل الكافي، ولكن قد يخفف عن الناس خاصة وأنه لن يكون هناك انقطاع للتيار في أوقات الليل”

“ما هو المشكلة في الجدول القديم إنه يوم ما يكون عليك قطع.. ما بتشوفها خالص، ويوم ما يكون عندك جاية.. بيمنوا عليك ويحملوك 100 جميلة ويقطعوها في اليوم 50 مرة”

“أمس انقطع التيار الكهربائي في منطقتنا من الواحدة فجراً، وحتى الساعة الثانية ظهراً ، أي ما يعادل 14 ساعة انقطاع”

“كانت تقطع عنا فوق الــ10 ساعات .. وما بعتقد إنو في شخص عانا أكتر مني..”.

المحاصرون في الأرض..

“أنا أري باختصار إنه الكهربا لعبة سياسية وليست أكثر من ذلك..!!!”

“الكهرباء بتنقطع منشان الشعب يشكي وإذا اشتكي الشعب دل ع وجود حصار هذا هو السبب، و ما بقي في حصار غير الكهرباء، واللي عامل هذا ا الحصار الحكومة نفسها، وما بحلها إلا هم.. ربنا يصبرنا”

“وبيتقطع لو زار المنطقة وفد أجنبي وقتها بيتقطع 24ساعة حتى يصدق العالم الغربي الحصار والله.. والله نحنا اللى جايبينه لنفسنا ما حدا محاصرنا”

“ذل ما بعدو ذل.. اليهود أعداء الله ما ذلونا بالطريقة هادي”.

تفاصيل الحياة بلا كهرباء.. أجمل

“واحدة جارتنا رمت اللحمة بالزبالة لأن ليها ريحة زوجها طلقها طيب ده ذنبها إيه يا ربى ذنب الكهربا وبتوع الكهربا”

“أنا أعمل في موقع إلكتروني خارجي من داخل البيت والمشرفين لخموني اتصالات والكهربا قاطعة”

“استيقظت من النوم اليوم صباحا أسبح في بركة عرق فالكهرباء من الليل مقطوعة”

“يا جماعة إحنا مش بحاجة أبداً لكهرباء والحمد لله عايشين كويس والأمور كلها تمام والدنيا رغم الحر حلوة، والمواتير رغم صوتها المزعج إلا أنها سيمفونية بتهزنا من جوا، ورغم التوتر والقلق والجوع والعطش وكافة الأمور العاطفية والتقلبات النفسية اللى بنواجهها مع انقطاع الكهربا إلا أن غزة ستبقي غزة ولن تتغير”

“بنصلي في المسجد بنموت، بنفكر امتى الإمام يسلم من الصلاة بدل ما نفكر كيف نخشع في الصلاة.. النوم على العتمة بدون مراوح لتبريد البيت.. السحور على الضلمة.. والفطور كمان ارحمونا عاد”

“عرق وعطش وشوب وجوع وتعطيل عن العمل عنجد مؤذي جدًا انقطاع الكهرباء”

“ما يدور حقيقةً، هو طمس للروح الإيمانية بشهر رمضان المبارك، حيث الصلاة والتقرب لله عز وجل والمداومة على العبادة وقراءة القرآن، لكن الهروب من بعض هذه الأشياء أصبحت فلسفة لدى المواطن الفلسطيني، تفرضها قسراً غياب الكهرباء مع أجواء الحر والصيام”.

ومازال هناك من يلتمس الأعذار

“أي هوا شركة الكهربا مخبية الكهربا عن الناس؟ أكيد في ظروف عندهم بتخليهم يقطعو الكهربا”

“يا إخوان الوضع عنا بالكهربا في ضغوطات كتيرة والله يعينهم شركة الكهرباء يعني لمن قصف المحول الجديد الضغط كله على محول تاني.. السبب هو الاحتلال”

“يعني متوقعة مثلًا إنه صهيوني قاعد في شركة الكهرباء في إسرائيل وبينزل “السكينة” عنا وقت ما يحب ويرفعها زي ما يجي على باله؟”.

هل هذا هو قدرنا فعلاً؟

“هذا قضاء الله وقدره ولازم نصبر أصبحت الكهرباء قدرنا”

“إنها لحياة عصيبة ولكن الأجر على قدر المشقة”

“إن أكثر من آلمني الأسبوع الأول من رمضان انقطاع الماء والكهرباء..”

“كلو ببركات الشهر الفضيل”

“بركات يا حج كانت الكهربا تيجي وهي قاطعة”

“لا يمكن أن نستسلم بس مو طالع بإيدينا شي والله”

“من يومنا وإحنا راضين بالواقع.. هوه حدا بيقدر ما يرضى فيه؟”

“أسأل الله العلي العظيم أن يثيبنا أجرًا وأن يجعلنا من الصابرين وأن يبدلنا خيرًا منها إن شاء الله تعالى”

“الله يبارك فيها شركة الكهرباء بتخلي أجركو يزيد”

“هادا لا هوا أول رمضان ولا هي أول مرة تقطع الكهربا هيك، إحنا تعودنا على هيك.. وبالعكس تعودنا على وضع أسوأ من هيك، فالحمد لله على كل حال، والأجر على قدر المشقة”

“ما أعتقد إنو في إنسان على وجه الأرض بينول أجر قدنا إحنا هان في فلسطين وبالأحرى غزة”

“يا راجل إن شاء الله أهل فلسطين وغزة بالذات على الجنة على طول”.

من يسعفنا بحلول بديلة؟

“أنا من عندي يجرفو المحطة ويبيعوها ألمنيوم نحاس، ويشتروا لكل منطقة موتور كهربا كبير زي تبع الوكالة، والناس تدفع حق البنزين كل شهر بلا هالذل اللي عايشينوا.. الحكومة لازم يكون إلها دور برضو حرام والله..”

“كنت بفكر إنه لو حكومة غزة تقوم بشراء شركة الكهرباء.. يعني عكس عملية الخصخصة.. طبعا هادا راح يحكو عنه ضرب من الخيال ومستحيل يصير .. ما بحكي إنه حكومة غزة تعرض الأمر وتناقشه.. أنا بحكي تقترحه وغصب عن عنين أهل شركة الكهربا بدها تبيع وينقلعوا المساهمين الحاليين ويروحو في ستين داهية متل ما مصو دم هالشعب.. حسبي الله عليهم.. تحركي يا حكومة غزة واعملي هالحركة المجنونة.. قبل ما الشعب ينجن..”.

متى ستثور يا شعبي؟

” الأمر بالنسبة لي ربما مختلف قليلًا.. فأنا لست غاضبة من هذه الشركة إطلاقًا.. أنا ناقمة من الصمت الرهيب لسكان القطاع!! أعتقد أنه علينا التعلم جيدًا من البلدان الأخرى التي يثور شعوبها لمجرد ارتفاع سعر رغيف الخبز “أغورات”

“آه والله يا للأسف إحنا محترمين حرمة الشهر الفضيل وهمّا مش محترمين حد”

“من ناحية بطلع بإيدنا.. لا والله بطلع ونص وقادرين نخليهم يمشوا في الشارع ويحكوا مع حالهم”

“بدنا ثورة زى ثورة الشعب المصري.. ع شركة الكهرباء.. علشان تبطل تقطع..”

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. كل ما بدي اكتب عن مشكلة الكهرباء ، بلاقيكم وفيتوا وكفيتوا فيها .. حاسة لو كتبت راح يكون تكرار لما تكتبون على مدوناتكم .. بس لازم الواحد يكتب ويكتب بلكن صوتنا وصل لهم وحسوا على دمهم .. اذا كان عندهم دم اصلا ..

  2. لَستُ ضد إنقطاع التيار الكهربائي.. لأني أصبحت أجزم أن لا حل لهذه المُشكلة
    ولكني ضد أسلوب الصراع مع الأزمة..

    لا مشكلة في مُشكلتنا .. الأمر مُختلف بزاوية نظري.. إقرأ أو إقرأوا ما كتبت
    http://osama.im/blog/?p=86

  3. صراحة اخي .. احنا هرمنا من مشكلة الكثرباء هذه .. شيء متعب جدا واسمح لي أن أقول أنه أصبح (مقرف).

    شاهدت باﻷمس حلقة شوزملار من برنامج خواطر 7 الذي يطرح حلول لكثير من المشاكل منها أزمة الكهرباء في اسطتنبول عام 1995 .. شيء بيرفع الراس .. اتمنى ان يستفاد من التجربة او ينزل الله بسلطان من عنده.

  4. بس نفسي افهم الفلوس اللي كانو يجمعوها من الشعب، ليش كانو يجمعوها، مو بحجة انه الشركة مديوونة بمبالغ طائلة، طيب المبالغ الطائلة تسدددت شو ضل بعد هيك؟؟؟؟؟!!!!!! ولو الحكومة بهمها مصلحة الشعب مفروض تشوف حل او نظام يحاول الحاد من قطع الكهربا باكبر شكل ممكن، واتمنى انه لا يحدث قطع للكهربا ليلا، لانه بجد وضع مو حلووووووو ابداااااااااااا

    خالد:
    نفس السؤال يمكن بلورته بشكل آخر
    كيف مر علينا العيد بدون أي انقطاع في أي منطقة؟
    ولم نسمع أي شكوى من الشركة!!
    يعني شو عملوا في العيد مشان ما تقطع الكهربا عن أي بيت؟
    طيب إذا بينفع يعملوه في الأيام بعد العيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى