عبارات وعبرات

جواز سفر خالد من غزة.. مش باطل

وأخيراً.. بعد 33 شهراً من الرفض، صدر من رام الله جواز سفري أنا المواطن خالد صافي من سكان قطاع غزة، جاءني البشير يزف لي خبر وصول جوازي الميمون لمقر كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية بالمجلس التشريعي الفلسطيني بغزة، مع دفعة تزيد عن 400 جواز سفر كانت ممنوعة من الإصدار، وكتب عليها الرفض بغياً وعدواناً، هي الدفعة الثانية من أصل 1160 جواز تم إرسالها مؤخراً من غزة للضفة للموافقة على إصدارها بعد جلسات من المناكفات السياسية وتجاذب الاتهامات، وفي لحظة “حنية” أو ساعة صفا فجائية كانت الموافقة..

مازلت أصر على أن من منع جوازي من الإصدار هي السلطة في رام الله، وهي من وافقت مشكورة على إصداره مؤخراً، رغم أن لحيتي في الصورة الشخصية تبدو أغزر مما كانت عليه يوم نشرت الموضوع قبل عامين ونيف تحت عنوان: ماذا تفعل عندما تعلم أن جواز سفرك.. مرفوض؟

رُفض ربما لاعتبارات أمنية، أو لسواد شعر لحيتي، أو لأني مولود في غزة، أو لأنني “قاتل دموي شاركت في الانقلاب الظلامي” على حد تعبير آخر تقرير رُفع ضدي وصلتني نسخة عنه، أو لعهر سياسي أصاب أحدهم ردحاً من الزمن، أو لاستفزاز مشاعري ليس أكثر، أو تراهم كانوا يجربوا معي واحدة من حلقات الكاميرا الخفية، أو لأنهم ظنوا أنني شخصية اعتبارية هامة، أو لحجج أخرى أظنها واهية.. سمّها ما شئت المهم أنهم مارسوا هوايتهم تلك في التحكم في مسار حياة آلاف مثلي من المقيمين هنا لا لشيء إلا لإمضاء لعبة سياسية ثبت مع الزمن عدم جدواها مع عناد آكلي الفلفل الأخضر في غزة.

لن أتحدث عن عدد المرات التي تقدمت بها والورق الذي صورته والمرات التي وقفت أمام الكاميرا لألتقط صورة شخصية بخلفية زرقاء، لن أتمادى وأدعي أن آلاف الفرص جاءتني للعمل في الخارج وضاعت، أو الندوات والمؤتمرات العلمية في المحافل الثقافية التي خاب مسعاي في الوصول إليها، ولن أزعم أنني كنت سأحمل القضية الفلسطينية على عاتقي للعالم والناس بدءًا من مطار هيثرو بلندن مروراً بمطعم مكسيم بفرنسا وعروجاً على حضارة التبت في آسيا الوسطى وقبائل المايا في أحضان غابات المكسيك، لأغير بوصلة الكون نحو قبلتنا الأولى، لن أقول أنني كنت سأرشد الثورات العربية لطريق أنجع في قلب نظام الحكم على رؤوس الطواغيت، وكذا لن ألوم الذين حجبوا جواز سفري عن الصدور لأكثر من 990 يوماً وأحملهم مسئولية أحداث عظام كنت سأشارك فيها إيجاباً..

ببساطة لأنني مواطن عادي لا أملك القدرة على حل مشكلة الأوزون ولا الانحباس الحراري، ولا أعرف السبيل للتخفيف من الزحام السكاني في الصين ولا الهند، ولا أملك العصا التي يمكن أن تسند الاقتصاد الأمريكي من الانهيار أو برج بيزا المائل من الاصطدام بالأرض، ولا أفقه كثيراً عن أسباب انقراض النمر في ماليزيا ولا نفوق الأسماك في الكويت..

كل ما أريده هو أن أنجز وعدي لأمي وأقر عينها برحلة لبيت الله الحرام لتأدية شعائر الحج أو العمرة قبلما توافيها المنية..

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الحمدلله أولآ وأخيراً فله الحمد في السراء والضراء ،
    حقيقةً كنت أشعر من قبل بأن هذا سيحصل قريباً ،
    والحمدلله بأنه حصل و تحقق ما تتمنى و أولهم للوالدة
    ( اسأل الله بأن يباركلها ويحفظها ويطيل في عمرها )
    لا أنسى بأن نِدر عليك بأن تسافروه سوياً لأداء مناسك الحج .

    ألف ألف ألف مباااارك والله م. خالد فرحت لك والله ،
    وكم لي الشرف بأنك ابن عمي 🙂
    وإن شاء الله نرى لك زيارة لماليزيا مع كرومة ” تستحق التجربة “.

    خالد:
    سلمت يا أحلى أبو سمرة على هذه التهنئة الجميلة
    ويارب يوفقني لأن أحقق نذري وأسافر للحج أو العمرة قريباً
    ونلتقي بإذن الله قريباً

  2. مبروك يا أخ خالد وأخيرا. اذا اطلعت عمرة بتدعيلي وكل المسلمين واذا رحت مصر امانة تسلمللي على الأهرامات و ابو الهول و عقبال العزابية.

    خالد:
    يبارك لك ربي
    تكرم عيني حاضر
    لك ما سألت 🙂

  3. أكثر ما أثر بي في هذا المقال هي الغاية من وراء الحصول على جواز السفر ربنا يحققلك مُناك ومُنى والدتك ويرزقك برها ومبارك الجواز

    خالد:
    دعواتك لي بأن يوفقني المولى عز وجل لتحقيقها
    والله ولي التوفيق
    شكراً لمرورك الكريم والتعليق

  4. ماشاء الله الله يرزقك بر أمك ويجعلهـآ راضية عنك
    والله يوفقك لتحقيق غايتك من الحصول على جواز السفر
    ودعوآتك للمسلمين
    وبوركت على هالصفحة المتألقة..~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى