عبارات وعبرات

بالفيديو: أهلا بكم إلى بلاد الشعب اليهودي!

اعتمد فيلم “Welcome to the home of the Jewish people” الإسرائيلي على البساطة والمباشرة في فكرته وإخراجه، ليخاطب العالم بطريقة عصرية تؤكد تفوق الآلة الإعلامية الإسرائيلية وقدرتها في الوصول والتأثير بسهولة.

ليست مقدمة لجلد الذات ولا محاولة للتشويق للإطلاع على محتوى الفيلم، بل هي محاولة لاستنهاض الهمم والعقول الفلسطينية والعربية للخروج بمثل تلك الأفكار غير التقليدية.

ملخص الفيلم:

يلعب كل من يعقوب وراحيل البازل في بيتهما العصري، فجأة سمعا طرقات على الباب، وإذ أمامهما أشخاص بمظهر غريب يتحدثون اللغة الآشورية يطلبون الدخول للبيت، ثم بأمر من نبوخذ نصر يؤكدوا أحقيتهم في الاستحواذ على البيت.

يضطر يعقوب وزوجته للإقامة في غرفة الأطفال، ويزداد الأمر سوءًا عندما يُطرق الباب مرة أخرى وتأتي مجموعة من اليونان تطالب بحقها في تملك هذا البيت، ثم بأمر من الإسكندر المقدوني يحتل الغزاة غرفة الأولاد، مما يجعل العائلة الصغيرة تسكن في الحمام.

بعدها يأتي ريتشارد قلب الأسد ليطرد العائلة خارج البيت، لتقيم في خيمة أمام البيت وتعيش على الحلقوم الذي تقدمه لهم الإمبراطورية العثمانية.

وأخيرًا وفي تفاصيل متسارعة يُهزم الغزاة ويعود يعقوب وراحيل للبيت، ويُطرق الباب من جديد ومتحدث بالإنجليزية يقرر باسم الأمم المتحدة منح الزوجين هذا البيت بشكل دائم بعد التوقيع على اتفاقية ورقية (وعد بلفور).

تعود البهجة للعائلة وتأتي الصدمة، للمشاهد طبعا وليس للزوجين هذه المرة عندما يطرق الباب، وإذ بفلسطيني وزوجته يقفان على الباب، وتلتقي العيون في أسئلة حائرة من الطرفين، ما بين من خارج البيت (اللاجئون) ومن هم داخله (المستوطنون).

ذلك على اعتبار أن الفلسطيني عابر على هذه الأرض مثل بقية الغزاة الآخرين لا أصل له ولا جذور، ووقوفه بالباب مثل كل الشعوب قبله!

البعد الديني:

كل شيء في الفيلم تقريبًا جاء من منطلق ديني:
– أسماء الزوجين (يعقوب وراحيل) دلالة أن بني إسرائيل من نسل سيدنا يعقوب عليه السلام، واستمرارًا لقصة الحب الشهيرة بين يعقوب وابنة خاله راحيل بجوار البئر.

– الزوجان في البيت كانا يلعبان البازل في لوحة مرسوم عليها مبنى “الهيكل المزعوم”.

– الشمعدان يصاحب العائلة في كل انتقال مع أي غزو جديد

– لم يذكر الفيلم شيئًا عن حقبة الفراعنة، ولا هتلر في الحرب العالمية الثانية وركز على الآشوريين والإسكندر المقدوني واليونان والإمبراطورية العثمانية.

قوة الفيلم:

يحمل الفيلم الكثير من الرسائل التي تصعب المهمة على منكر حق إسرائيل في الأرض التي تقيم عليها، فقد بدأ بأقرب ما يفهمه الشخص الغربي، عندما جسّد القضية في بيت تتعاقب الأجيال على غزوه واستعماره، وأضفى على المستعمرين لمحة من الهمجية على مر التاريخ، في المقابل أضفى على صاحب البيت “الإسرائيلي” صفات: التأقلم والتفهم والتعايش والصبر حتى نال حقه.

الرد الأنسب:

غالبًا ما يكون الرد السياسي الفلسطيني على مثل هذه المواد الإعلامية عبارات الشجب والاستنكار، وأن الصهاينة تعودوا على تزييف الواقع وتشويه التاريخ.

نعم.. شوهوا التاريخ ونجحوا في تمرير رسالتهم الكاذبة على أنها مسلمات وحقائق، وغابت الرواية الفلسطينية لأن صاحب الحق تنازل عن مهمة إقناع الآخرين بحقه.

نحن بحاجة لمحتوى مرئي من خلال أفلام صادقة في محتواها عصرية في طريقة طرحها، تعتمد على الحجة والإقناع، فيما يتفق فيه العالم وليس فيما نتوافق عليه فيما بيننا، بعيدًا عن العاطفة قريبًا من العقل.

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى