عين على فلسطين

أهم ثلاث خطوات قبل تحرير أسرى فلسطين

الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بانتظاركم
حقوق الصورة GETTY IMAGES

الأجندة الفلسطينية هي الأكثر ازدحاماً على وجه الأرض، فما يكاد يأتي يوم إلا وأحداث جسام تشغل الأمة وتقض مضاجع الدعاة تستنفر الهمم وتستدعي أصحاب العزائم، ورغم ذلك تمضي السنون والأعوام وقضيتنا معلقة على رفوف أصحاب الجاه والسلطان، ولا نحظى من فخامتهم وسعادتهم وجلالتهم بأكثر من وعود وأحلام، وإن تعاطفوا فقليل من كلام، وحديث مزخرف في يوم تمضي بعده أعوام، وبفضلهم أصبح عندنا لكل شيء فقدناه يوم، لجثامين الشهداء يوم وللأرض للكرامة للنكبة للنكسة للحرية للتهجير للاجئين للقدس وللأسرى، كلها ضاعت، وغاب أو غُيب عنا محياها، وبقيت لنا الأيام نحتفي بذكراها..

تعساً لأمة ضيعت الثوابت واحتفت على الأطلال بمجدها وأيام كرامتها، نست أو تناست عزها وباعت بالرخيص البالي أغلى مقدراتها..

أحقاً هذا كل ما نملك، يوماً للأرض؟ ويوماً للقدس وآخر للأسير؟

17 ابريل

السابع عشر من ابريل لكل عام هو يوم الأسير الفلسطيني، والمتتبع للتاريخ وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني يستطيع أن يحدد ثلاث طرق رئيسية لتحرير الأسرى وإخراجهم من غياهب السجان، بعيداً عن الشجب والتنديد والشعارات والاعتصامات التي طالت وخاب راجيها، ولسنا في مقام تقييمها وشأن أصحابها، إنما هي وجهة نظر نزجيها..

1- الأسر بالأسر:

كيف تهاوت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، واستطاعت المقاومة أن تأسر شاليط وترغم إسرائيل على قبول تبادل الأسرى حسب شروطها؟ ترى من الرابح ومن الخاسر في صفقة القرن؟ الطريقة الأولى والأكثر تأثيراً وإيلاماً هي في صفقة تبادل الأسرى من الرابح ومن الخاسر

2- فكوا العاني:

الأسير في سجنه يرقب من بين القضبان أجنحة مقاوم تخفق في السماء، تقتلع الجنود وتكسر القيد وتفك العاني، وتلك الأجنحة تنتظر أصحاب السلطان والجاه أن يشحنوا الأموال بلا انقطاع للمقاومين كي يرتقوا بأساليب قتالهم وعتادهم، ويخترقوا الحصون ويستعيدوا الأسرى من بين براثن السجان، احتفظوا بمناصبكم وتجشأوا فوق عروشكم ولكن من تحت طاولة الدبلوماسية الرسمية العالمية احفروا الأنفاق، وضخوا شيئاً من أموالكم زكاة في سبيل الله للمقاومة تمضي، وهم أهل لذلك ولن يخيبوا ظنكم..

فمقاييس العالم مختلة، تعتبر مأساة الجندي شاليط حالة ملحة لابد من حلها بينما معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين شأن داخلي عابر، مقاييس تعتبر أن المستعمرات الاستيطانية في القدس هي تمدد طبيعي وزيادة سكانية عمرانية عادية، مفاهيم ترى أن ضحايا الصواريخ في الجانب الصهيوني بشر يحق لهم الصراخ والحياة، وأن آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين غثاء لا بواكي لهم، موازين العالم تعتبر حق عودة اللاجئين تهديد وجودي لإسرائيل، وطالما تجاهل العالم الصامت تقارير منظمات حقوق الإنسان، فلا تتجاهلوا نداء خير البرية فيكم إذ أمركم، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فكوا العاني، يعني الأسير، وأطعموا الجائع وعودوا المريض” صحيح البخاري

—– فاصل: معلومات وأرقام هامة —–

أسرى فلسطين في أرقام وإحصاءات:

– بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين حتى بداية كانون ثاني/ يناير 2012م  7254 أسيرًا ومعتقلاً موزعين على 15 سجنًا إسرائيليًا.

– عدد مراكز التحقيق التي يشرف عليها جهاز الشباك هو 5 مراكز يعاني الأسرى فيها صنوف العذاب وأشكالاً مختلفة من التنكيل وقسوة التحقيق.

– السجن السري المعروف باسم رقم 1391 وهو أكثر المراكز استخدامًا للوسائل القمعية وأساليب التعذيب الوحشية ضد الأسرى والمعتقلين.

– عدد الأسرى من الأشبال – أقل من 18عامًا – 300 أسير.

– عدد الأسرى من المرضى بلغ 1046 أسيراً وهؤلاء من أصحاب الأمراض المزمنة والإصابات والإعاقات، بعضهم من ذوي العاهات الجسدية أو أصحاب الاحتياجات الخاصة ناهيك عن الذين أصيبوا بأمراض مختلفة ومتفاوتة الخطورة داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

– تشير الأرقام إلى أن الاعتقالات الصهيونية تحولت إلى ظاهرة شبه يومية، فلا يكاد يمر يوم دون اعتقال 10 إلى 15 مواطن من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

– اعتقل الاحتلال منذ مطلع العام الجاري 1200 مواطن من الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 22 امرأة، كما جدد من أساليبه في تعذيب الأسرى وانتهاك حقوقهم.

————-  نواصل ————

3- تحدث تقنياً:

مازلت أتساءل متى سنفكر في تكوين شبكة علاقات عامة فلسطينية لديها استراتيجية واضحة وفكر موحد لتخاطب مع العالم، بلغته وأدواته فيما يخص إبراز معاناة الأسرى؟
لأن ما يصلح لنا قد لا يصلح لرأي عام لديه اهتمامات أخرى، لذا يجب أن نحسن استخدام تلك الأدوات التي تناسب العالم الخارجي لإبراز قضية أسرانا.

د. عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان: “لابد من البحث عن مداخل قانونية لتدويل قضية الأسرى عالميًا، فقضية الأسرى تحتاج لتوظيف معاناتهم بشكل يُحقق نتائج إيجابية.

إنهاء معاناة الأسرى تحتاج لجهودٍ مستمرة وليست موسمية، حتى الآن لم تقم في فلسطين خطوات عملية كاملة بالشراكة مع المؤسسات المختلفة بالاهتمام بقضية الأسرى، ولا زال الأمر يتسم بمدافعات موسمية وردات فعل.
مع العلم أن الشرعية وحدها لا تصنع العدالة، فقضية فلسطين والأسرى لا خلاف على شرعيتها، لكن يجب توظيف تلك القضايا بشكل سليم وبمداخل مناسبة كي تتحقق الغاية المرجوة من ذلك.

الصراع مع الاحتلال ليس سياسيًا فقط وإنمّا يجب محاربته قانونيًا، وثقافياً وفكرياً وحقوقيًا.

يعتقد الكيان الإسرائيل أنه فوق القانون الدولي، وأنَه مُحصّن بالنظر لوجود من يُوفر له دعمًا سياسيًا وقانونيًا في مناطق عدة من العالم، وهذا لا يشعرنا بالإحباط واليأس، ولا بد من الاستمرار في فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى.

هناك ضمائر حية في العالم حولنا يجب استخدامها وتحريكها جيدًا في صالح الأسرى، ومن شأنهم أن يُعرّوا الاحتلال ويكشفوا انتهاكاته” .

خطة التحرير في نقاط:

– رسم سياسة إعلامية موحدة تعبر عن الكل الفلسطيني

– صياغة دعاية فلسطينية مضادة للدعاية الصهيونية

– التنظير بخطاب سياسي عقلاني واقعي مقنع

– نزع الشرعية عن إسرائيل بوثائق وتقارير وحقائق وأرقام

– دعم حملات المقاطعة لإسرائيل في بلاد العالم

– الاهتمام بكافة توجهات المجتمع الغربي ما بين أدب وثقافة وفكر وعلم ورياضة وليس السياسة فقط.

– انتداب من يخاطب الإعلام الغربي من الشباب المتحدثين باللغات الأجنبية

– البعد عن الحديث العاطفي

– تكوين مرصد إخباري للنشر وقت الأزمات والمواسم وفي غيرها

– السعي لإنشاء علاقات عامة مع متضامنين ومهتمين

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذا اليوم السابع عشر من ابريل / نيسان هو من أهم الأيام في التاريخ الفلسطيني فهو يوم للأبطال الذين ضحوا بأنفسهم وأجسادهم وأرواحهم من أجل الدين والوطن فكيف ننساهم ؟

    أشكرك جزيل الشكر أخي خالد على هذا الموضوع المتميز الذي يشمل جميع جوانب قضية الأسرى المهمة

    ما يعجبني كثيراً في ما تطرحه أنك تقدم حلولاً للمشكلة وللقضية التي تتناولها
    فهناك طرق يجب أن تُدرس في كيفية تحرير الأسرى القابعون خلف القضبان

    نحن كشباب عبر الانترنت من مدونين ومغردين علينا أن ننشر هذه القضية بين ثنايا صفحات الانترنت ونعرف الناس عليها ومن أفضل الطرق إرسال تعريف عن قضية الأسرى إلى شخصيات كبيرة موجودة عبر الانترنت لتساعدنا على تناول هذه القضية بين الناس ..

    تحياتي لك عزيزي خالد
    🙂

  2. بوركن أخي خالد فعلا نحن في امس الحاجة الى سياسة اعلامية موحدة ولا يجب ان ننتظر الجهات الرسمية لماذا لا يقوم الشباب المدونون في غزة بعقد ورشة عمل مع المؤسسات الحقوقية وما أكثرها في غزة لوضع سياسة موحدة وخطة عمل لابراز قضية الأسرى دوليا يعني مثلا عقد ورشة عمل بين المدونين وشبكة أمين في غزة مع مؤسسة الميزان ومؤسسة الضمير والمركز الفلسطيني لحقوق الانسان بمشاركة الصليب الأحمر الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى