عين على فلسطين

هل رسبت جامعة الأقصى في اختبار حرية الرأي والتعبير؟

صوّر طالب من جامعة الأقصى موظفًا (من الخلف) في قسم شئون الطلاب يلعب على الكمبيوتر (جيمزر) أثناء الدوام وأمامه ثلاثة طلاب، ونشرها على حسابه على فيسبوك ثم ما لبث أن حذفها خوفًا من المساءلة، لكن الصورة كانت أسرع في الانتشار من أن يسيطر هو على دحرجتها بين جوالات الطلاب.

gamezr

شكّلت الجامعة لجنة ضبط لمعرفة الجاني ومعاقبة المسئول وحققت مع عدد من الطلاب تبين أن لهم علاقة بالموضوع إما بالنشر على حساباتهم أو التعليق على حسابات الآخرين.

صدّرت الجامعة صورة مركبة للموظف وأمامه شاشة البرنامج الأكاديمي، ومررتها لتبرهن أن الطالب تجنّى على الموظف بصورة مركبة، يستطيع أي طالب سنة أولى تصميم معرفة الأصل من المزورة.

تبنّت الجامعة رواية أن الصورة تم التقاطها الساعة 2:15 بعد الدوام الرسمي، بينما بيانات ملف EXIF الخاصة بالصورة من الجوال تؤكد أن زمن التقاط الصورة الساعة 11:50 صباحًا.

أكدت الجامعة أن الموظف هو الأكفأ بين العاملين وأنه حصل على تقييم عالي ويعتبر أفضل موظف باستفتاء الموظفين لعام 2014م.

ربط السادة في (لجنة الضبط) الموكلة بالتحقيق في الموضوع سمعة الجامعة بأداء موظف فيها أصاب أو أخطأ واعتبروا أن المساس بالموظف هو انتهاك للجامعة وتشهير بها.

قررت اللجنة فصل الطلاب محمد الأسمر، ومحمد عزيز وغدير أبو مشعل وعبد المعطى الحلاق على خلفية نشر الصورة أو التعليق عليها بتهمة التشهير بالجامعة والإخلال بالنظام فيها، مع التوصية للجامعات الأخرى بعدم قبولهم.

alert

حرية الرأي إلى أين؟

“إن إشاعة الشفافية في عمل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني وتسهيل حصول الجمهور على المعلومات الصحيحة يشكّل ضمانة أساسية ومشاركة مجتمعية للحد من الفساد”

الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان

القضية لا علاقة لها بلعب الموظف أثناء الدوام من عدمه، إنما سياسة الترهيب التي اتبعتها الجامعة ضد الطلاب بدون الاستناد لأي قانون ولا إجراء متبع في العالم.

الحجر على حرية الرأي والتعبير كان واضحًا في قرار الجامعة، فكل من يعلّق على الموضوع على حساب له على قنوات التواصل الاجتماعي يعرض نفسه للمساءلة والمراجعة من إدارة الجامعة.

بينما يؤكد أي ناشط مبتدئ في مجال الحريات وحقوق الإنسان أن نشر الصورة أمر طبيعي ولا يتعدى مجرد كشف للفساد ومضيعة للوقت الذي يدفع الطالب ثمنه من رسوم ووقت.

قضية رأي عام واجراءات غير مسئولة:

يظن د. منير أبو الجديان أن الجامعة كيان خاص بذاته، لا يجوز لأحد الاقتراب منه أو الحديث عما يدور بداخله، عذراً سيدي القضية من الآن أصبحت قضية رأي عام، لنا أبناء وإخوة وأخوات يدرسون أو سيلتحقون يوما بالجامعة، وإن بقيت على حالها في اتخاذ القرارات فهي خطر على مستقبلهم.

القرار الذي اتُخذ بحق الطلاب الأربعة قرار جائر وغير مسئول واعتباطي ولا يوجد في قوانين الكون ولا الحكومات ولا الجامعات في العالم قانون يُعطي لجنة ضبط أو تحقيق الحق في فصل طالب من الجامعة تحت أي جنحة قبل توجيه إنذار رسمي له.

 

تعالوا نسمع رواية الجامعة التي (فصلت) أربع طلاب عشان صورة على فيسبوكحتى نطمئن على مستقبل أولادنا وكل فصل وإنتم بخير * تحذير:لا تعمل (شير) لهذا الفيديو إذا كنت تخاف الفصل!

Posted by Khaled N. Safi on Monday, April 20, 2015

رد على ما جاء في مقابلة د. منير أبو الجديان مقتبس من أ. هادي عبد الهادي العجلة

  • الجامعة هي مكان عام ويحق لأي شخص التصوير فيه ما دام لا يظهر وجوه الأشخاص، وذلك حسب القانون ليس فقط في فلسطين، ولكن في الدول الإسكندنافية التي لديها أعلى درجة قوانين فيما يتعلق بالخصوصية.
  • إن تشبيه الجامعة بالبيت لهو لغط ومجافى للحقيقة، فالبيت هو ملك خاص والجامعة هي ملك عام وملك للجميع وبناء على ذلك، يملك الطلبة جميعًا الحق في وقف الترهل الإداري (إن وُجد) في الأقسام المختلفة.
  • يتلقى الطلبة خدمة التعليم مقابل عائد مادي يعود للجامعة حيث أن الموظف يجلس على كرسيه؛ ليؤدي خدمة لهذا الطالب فإن لم يؤد الخدمة على أكمل وجه وبحق، فللطالب الحق في كشف الفساد وعدم قدرة الجامعة على تحقيق توقعاته من خدمات علمية وأكاديمية.
  • إن الجامعات في الدول المتقدمة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للكشف عن عدم رضى الطلبة، بل وتحثهم للكشف عن ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي للرقي والتطور، لذلك من المعيب على مؤسسة اكاديمية قدمت الكثير للشعب الفلسطيني أن تقف الآن أمام مجموعة من الطلبة الذين كشفوا ترهلاً إداريًا ولو كان بسيطاً.
  • لا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال، لا قانونيًا ولا عرفيًا ولا أخلاقيًا بفصل أربعة طلبة بشكل نهائي بدون تحذير شفهي أو أولى.
  • إن القانون والقضاء الفلسطيني ولو بعد حين سينظر للقضية إن لم يتم معالجتها بحكمة.

اقتراح:

اقترحتُ على د. منير أبو الجديان عميد شئون الطلبة حلاً للأزمة قبل عقوبة الفصل التعسفي، مفاده أنه طالما أن الموضوع أثير على صفحات فيسبوك؛ لذا من الحكمة حله على صفحات فيسبوك.

تعلن الجامعة فتح مجموعة مغلقة على فيسبوك خاصة بالطلاب، تسمح لهم بنشر أي انتهاك أو خلل أو تقصير من أي موظف بالأدلة؛ ليتم نقاشها وعلاجها بشكل مباشر مع الإدارة، بشرط ألا يُسمح بنشر أي من هذه القضايا خارج نطاق هذه المجموعة المغلقة، ومن ينشر أو يسرب أي شيء له علاقة بالجامعة خارج نطاق هذه المجموعة يستوجب العقاب.

أي يصبح الطالب رقيبًا على الموظف، والموظف رقيب على الطالب، والطالب رقيب على الطالب وكلهم يعملون لأجل مصلحة ورقي الجامعة نفسها.

ولكن تم (فصل) الطلاب بنجاح، ورسبت الجامعة..
وكل (فصل) وأنتم بخير!

تحذير: لا تنشر هذا الموضوع ولا تشاركه على مواقع التواصل إذا كنت تخاف (الفصل)!

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى