ع فكرة

كيف تتخلص من مبدأ الاستخسار في حياتك؟

واحد ماشي في الصحراء ومعه مفتاح إنجليزي.. ليش؟
الجواب: بيلزم!

نكتة

نعم هي نكتة، لكنها تمثل حال كثير من الناس مع مبدأ الاستخسار.. وللتوضيح إليك جملة من المواقف التي تؤكد لك أننا قد نضيع أعمارنا بسبب هذا النوع من التفكير:

  • رغم أن أول ربع ساعة من الفيلم كانت مملة إلا أنه لم يتوقف، وواصل مشاهدته حتى النهاية..
  • هي مقتنعة أن حفل الزفاف مزعج، ولكن بعدما أمضت ساعة مازلت تمنّي نفسها بشيء جميل في نهايته..
  • مؤكد أنك مازلت تذكر الساعات التي قضيتها في محاولات فاشلة للوصول لمرحلة الوحش في لعبة الهاتف المحمول لكنك لم تتوقف مستخسرًا ضياع الرصيد الذي حققته..
  • وكم مرة أمضيت يومًا كاملاً في طريق تعرف أنه لن يوصلك لغايتك..
  • وأسبوعًا في دورة تدريبية يعتذر عنها المدرب أكثر مما يحضر..
  • وشهورًا في وظيفة لا تلبي طموحك مع مدير لا يلتزم أبدًا بوعد أبرمه لك..
  • وفصولاً في تخصص جامعي لا يناسب سوق العمل ولا يضمن مستقبلاً لحامله..
  • وسنوات عجاف مع زوج لا يرعى الله في بيته وأهله..
  • وعشرات الأعوام في بلد لا تعرف حقوق المواطنين فيها ولا تصون كرامتهم..

تلك الأحداث وغيرها تراك عايشتها أو عشتها بنفسك على مضض مدفوعًا بمبدأ الاستخسار، دائمًا ما كنت تقنع نفسك أنك قطعت شوطًا ولابد من مواصلة الطريق، تستخسر التوقف وتواصل على اعتبار أنك تحاول اليوم وستنجح غدًا..

لحظة! لابد أن أخبرك أن عليك الآن أن تتوقف..
المحاولة والفشل والعودة للتجريب مرة أخرى تختلف عما تفعله؛ لأنك عندما تحاول تتجنب تكرار ما فعلته في المرة الأولى، ولكن عندما تستخسر فأنت تعيد صناعة الشيء ذاته منتظرًا نتائج مختلفة، عذرًا هذا نوع من الحمق يصيب بعض البشر وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا..

افتح هاتفك المحمول وانظر إلى عدد الأسماء الذين لم تتصل بهم ولا يتواصلون معك منذ أن سجلت أرقامهم، وعدد الصور والمقاطع المرئية التي تخزنها لأنها قد “تلزمك” في شيء ما يومًا ما..

وكذا الملفات المبعثرة في حاسوبك والأوراق في درج مكتبك والملابس في خزانتك، والأغراض المكدسة في شرفة منزلك، وأشباه الأصدقاء من حولك.. كلها بحاجة لأن تعرف ما يلزمك من بينها وما لن تحتاجه لسنين قادمة.

والسبيل السريع كي تتخلص من الاستخسار هو أن تضع سقفًا زمنيًا واضحًا لكل حدث أو نشاط أو إنسان في حياتك، فإذا حقق لك ما تريد قبل انتهاء الوقت كان بها وإلا فتركه أولى.

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى