عبارات وعبرات

تهاني خاصة بيوم ميلادي.. من عالمي التقني!

حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين قال: “ذاك يوم ولدت فيه ويوم بُعِثتُ أو أُنزِلَ علي فيه” صحيح مسلم
أي أنه كان يحتفل بيوم ميلاده بطريقته الخاصة، وهي الطاعة الخالصة لله تعالى، والتجرد له بالصيام والاقتراب من عرشه بالتذلل إليه في هذا اليوم بعيداً عن الشهوات وملذات الحياة وطيبها..


لا أستدل بذلك الحديث الشريف على جواز الاحتفال بيوم الميلاد، بل أؤكد على ضرورة دوام الاقتراب من الله في هذا اليوم، لأن الميلاد مقابل للموت وفي يوم الميلاد جميل أن نتذكر العمر الذي يفرط عقده من بين أناملنا يوماً بيوم..

أما عالمنا التقني اليوم فله من المعايير والمقاييس ما يجعلك في اقتراب دائم لله تعالى إذا صدق ظنك بالمولى وأرجأت الأمور لمسببها، فمن سن لهذا الكون نواميسه يعرف ما يصير إليه الزمان من تقلص وانكماش، فأوجد للناس في معايشهم طرق تواصل يستعيضوا بها عن نقص السنين أمام تكدس المشاغل وازدحام المواعيد وضغط العمل..

فما الجوال ولا المحمول ولا الإنترنت ولا الفضائيات إلا وسائل تعيننا على تسارع الزمان وانحسار الأنفاس بين 60 دقيقة، خلال 24 ساعة في يوم لا يزيد تعداده عن ثلاثين في الشهر الواحد مع أحد عشر شهراً في العام الواحد..

هذا الصباح وصلتني رسائل التهنئة القصيرة بمناسبة يوم ميلادي، الذي يوافق 21 مارس، بدءاً من مزود خدمة الاتصالات جوال (مشكورة)، مروراً بمن يحتفظون برقمي لمثل هذه المناسبة وختاماً بالأصدقاء والمعارف ومن تذكر منهم مشكوراً..

ثم فاجئني جوجل في العالم الرقمي حين فتحت متصفحي هذا الصباح فإذا بصفحة تهنئة وشعار جوجل يحمل كلمة (عيد ميلاد سعيد يا خالد)، وعند الضغط عليها رابط مباشر لصفحتي على الموقع..

وعند الفيس بوك كان الخبر اليقين، عندما أتحفني الكثير من الأصدقاء بالتهاني والتبريكات بهذا اليوم في إشارة جميلة لأن العالم التقني يتكفل لك بحفظ كافة مواعيدك، ويجبر أصدقاءك على حفظها وتهنئتك في مثل هذه المناسبات، أو على أقل تقدير يضعهم تحت طائلة الخجل والمساءلة، فالبريد الإلكتروني يداوم على مراسلتك بمواعيد هامة ضمن أجندات كافة أصدقائك، ويحرص الفيس بوك على دوام تذكيرك بكافة المواعيد في هذا اليوم أو الأسبوع بل وخلال الشهر كاملاً، بعدها لا مكان للنسيان ولا تبرير إلا الإهمال أو الانشغال.

خالتي أم نضال كانت صاحبة أجمل تهنئة حين اتصلت باكراً تقول: “مين شافك قبلي؟ مش ممكن يهنيك بهادا اليوم حدا قبلي
ذلك أنها هي الممرضة التي ولدت على يدها..

بعدها وصلتني الكثير من الرسائل والتهاني الجميلة عبر البريد وصفحة الفيس بوك، وأشخاص ربما انقطعت حبال التواصل بهم أعادت لنا هذه الذكرى وصالها..

ولكن هل سيطغى هذا التواصل التقني ويأخذ مكان الاتصال الحقيقي بين البشر؟

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

  1. يشرفني ويسعدني بأن أكون أول من هنأك هنا في مدينتك الطاهرة
    أنت انسان نادر خامتك اصيلة كتراب القدس
    أسأل الله لك حياة مليئة بالانحازات والأعمال الناحجة التي تخلد اسمك في هذه الدنيا وترفع قدرك في الاخرة ان شاء الله
     
    أخوك وصديقك
    محمد بهجة

    خالد:
    حبيبي وصديقي الغالي محمد
    كم تشتاق العين لرؤيا محياك وتهفو النفس للحديث معك
    أشكر لك تهانيك الراقية برقي أخلاقك وسمو روحك الندية
    وأرجو من الله أن يجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يجزينا بها الخير في الآخرة
    اللهم آمين

  2. ما شاء الله
    معلش سامحنا أستاذ خالد، بس صارلنا فترة ما فتنا الفيس وهو أحد التقنيات التي تُذكر بذلك كما أشرت
    فاسمحلي الآن أهديك تحياتي في ذكرى يوم ميلادك
    وكل عام وأنت بخير وإلى الله أقرب
    دائما بكل مقالة تنهيها بسؤال
    اسمحلي بالجواب عليه من وجهة نظري … نعم

    خالد:
    سلمت صديقي وعزيزي الحبيب معاذ
    على مرورك العطر وتعليقك الطيب.. ولا تقلق لم تتأخر وليس التأخير من شيمتك يا غالي
    مشكور على إجابتك واهتمامك الطيب
    عن نفسي أميل مثلك لأن هذا ما سيجري عليه الحال في المستقبل بإذن الله

  3. السلام عليكم
    الف مبروك لكم عيد الميلاد وجعل ايامكم السالفة مغنم لكم وجعل ايامكم الفادمة بشرى لكم لتغتنموا فيها ان شاء الله مزيدا من الخير والاجر واحييكم على هذه المدونة الرائعة التي تتحفنا بمواضيع هامة وجيدة وتطلعنا على كل جديد -لكن انا اليوم اعتب عليكم انكم لم تطرقوا لذكرى استشهاد الشيخ احمد يا سين مؤسس حركة حماس ومن كان لها القلب النابض والبلسم للجروح من لم لين ولم يفرط في اي حق من حقوق فلسطين -ففي هذه الذكرى الاليمة نقول لكل شرفاء فسطين نحن على نهجك يا قائد ماضون وعلى خيار المقاومة ماشون وامر تاني مهما بلغت التكنلوجيا لن تحل محل الاتصال الحقيقي بين البشر فهو من ينمي فينا كلام الله سبحانه وتعالى في معنى الاية وما خلقنا الله شعوبا وقبائل الا لنتعارف واكرمنا عنده اتقانا . 

  4. اخي الكريم قرات المقالة اعلاها ورايت انها تحتوي على ذكر لام الفاضلة -ام نضال -ارجوك يا اخي خالد هل تعني خنساء غزة من قدمت ابنها البار للحور العين ارجوك اذا كنت تقصدها وبما ان الاميل الخاص بي عنكم اعطيه لها فوالله اتنمى ان اتواصال معها لكن لا اعرف كيف اذا كان في امكانه ان تعطي لها اميلي ففعل وجزاكم الله خيرا .

    خالد:
    والله كلي شرف أن تكون أم النضال خالتي الفاضلة خنساء فلسطين أم الأبطال
    ولكن هذه أم نضال أخرى هي خالتي شقيقة أمي
    بوركت على اهتمامك الطيب

  5. بارك الله في عمرك وكل عام  قادم وأنت بخير علها تكون أعوام نصر تفرح القلب وتسر الروح

    خالد:
    شكراً لك على دعواتك الطيبة
    أرجو من الله أن يمد في أعمارنا مادام فيها خير
    وأن يقبضنا إليه مادام لقانا له عز وجل هو الخير
    والله الموفق

  6. طيب .. كل عام وانتا بخير يا سيدي 🙂 …
    عقبال 100 سنة في طاعة الله ..

    خالد:
    يكرمك ربي.. وأشكرك على دعواتك الخالصة
    لكن اعذرني .. لست أرجو الوصول لأرذل العمر 🙂

  7. جميلة جدا هي مقالاتك أخ خالد..و للأمانة تستحق الإعجاب من خلال اختيارك الموفق للمواضيع مع كونها تحمل شيئا من الطرافة و الجدية على حد سواء ..أتمنى لك دوما التوفيق و الإبداع…زميلك إياد الرواغ

    خالد: سعدت بمرورك الطيب وتعليقك عزيزي إياد
    وأرجو من الله أن أقدم كل ما هو مفيد ومميز على الدوام
    والله ولي التوفيق

  8. كل سنة وانت طيب م.خالد , ربنا ينورها بوجهك كمان وكمان ..

    ودمت متألقاً كما العادة .. 🙂

  9. مرة أخرى أستأذي الفآضل : خآلد ..

    لنشآركك في كآفة أرجآء عآلمك التقني ,,

    كل عآم وأنت بألف خير يآب ..

    أتمنى أن تكون سنة جديدة مليئة بالسعادة والخيرآت عليك ..

    وأن تحقق مآتريد بإذن الله ,,

    دمت ذخرآ للإسلام والمسلمين ..

    سارا

  10. كل عام وأنتا بألف خير يا بشمهندس خالد
    ربنا يباركلك في صحتك و أعمالك ويزيدك من فضله ،
    ويديكم للأهل و الأسرة و يحفظك لأحبابك إن شاء الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى